السبت، 4 أغسطس 2012


 خيط
ظهرت من العدم.. جاءت من بعيد.. تكلم الجميع عنها ولكن لم يعرف أحد أصلها.. كل ما عرفوه أنها طبيبة وأنها أينما حلت نبت الورد وتضرج المكان بروائح الزعفران والمطر.
عندما رآها كان هو العازب الأشهر والأكثر وسامة وسحرًا.. تكلم معها لكنها أشاحت.. استمالها فتمنعت.. سأل النساء فأخبروه أنهم يقولون إنها من قرية هي بها المرأة الوحيدة، وإن قلبها قد قُد من صخر. لمح الغيرة في عيونهن وهن ينعتنها بالمشعوذة، لم يهتم بكلامهن، كل ما يعرفه هو قطرات العرق الثلجية التي تتجمع أسفل عنقه والنغز الذي يشعر به في صدره وبقية جسده عندما يراها.
لم يحب يومًا رغم أنه قد مرعلي ألف ألف فتاة.. هي وحدها من امتلكت القدرة على تفكيكه ثم إعادته، هي وحدها من ستجعل ريقه بطعم العسل.
تمارض.. ذهب لها رفضت أن تضع يدها عليه.. بنظره واحدة أدركت أنه يكذب.. أفرط في الطعام.. شرب ماءً متعكرًا.. جرح ساقه.. كل مرة كانت ترده بحسم.
كاد يموت وهو ينظر لأصابعها ويتخيلها على جسده.. لا بد أن تلمسه. أصبحت هاجسه ورغبته وهوسه.. سكنت رأسه وذابت في عروقه حتى جاء اليوم الذي أمسك فيه بنصل حاد وأحدث شقًا طوليًا به ليخرجها منه بالقوة.. نقلوه لها يومها. خاطت جرحه وقبل أن تنتهي غمست إصبعها في دمه وتذوقته ثم قالت: دمك يحمل طعم العشق.. لا تعشق .
ليتها نصحته من قبل.. قبل أن تملأ رئتيه برائحة الفل والورد الندي.. والآن.. قطرة منها أصبحت داخله وجسده قد ذاق ملمسها ولن يبرأ أبدًا.
توسل.. تضرع.. لثم قدميها.. صنع المزيد من الخطوط الطولية.. كل ما ناله هو المزيد من الخيوط برأسه وشفقة عليه من دون وعد ومن دون كلمة ومن دون أمل.
في اليوم التالي ذهب لها فلم يجدها، سأل كل مار، بحث في كل ركن، وراء كل جدار، وخلف كل بيت وفوق كل شجرة، لكن مثلما جاءت اختفت. الألم امتصه.. توقف عن الحياة حتى قرر في يوم مقمر أن يغادر هو أيضًا للبحث عنها.. قابلها في طريقه؛ فلم تسعه الفرحة، ركع أمامها طالبًا الرفقة؛ فأخبرته بأنها من الممكن أن تصحبه ولكن بشرط واحد.. أن يضع شريطا من لحاء الشجر  في رقبته حتى تأمنه.. وافق.. وضعته وأحكمته وتبعها غير مصدق أنه أخيرًا سيصبح معها.. سارا أيامًا حتى بلغا قريتها.. سيعيشان معًا.. لا يهم  أن الشريط يدمي عنقه من آن لآخر، ولا يهم أنها بخيلة في البسمات.. ولكنها تربت على رأسه أحيانًا وقريبًا ستفعل ما هو أكثر.. يكفيه الغوص في عينيها اللوزتين.. يكفيه أنها اختارته لها..
هو وحده.
وصلا قريتها وطلب منها أن تحرر يديه ؛ وعدته أنها ستفعل يومًا.. نظر حوله.. لا يوجد ظل امرأة، كل ما وجده المزيد من الرجال والأشرطة والرؤوس التي تحمل آثار خيطها.

                                هبة بسيوني

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

حبيبى الساذج

تعرف و يعرف هو أنهما سيفترقا قريبا جدا…تريد أن تملأ عيناها منه ، أن تملأ أنفها من رائحته ، كل يوم تراه فيه تشعر وكأنها تراه للمرة الأولى !


تستكشف عيناه كل يوم ، لمسه يده يرتعش لها قلبها ، حتى تحيته العادية تجعلها تريد أن تقفز من مكانها لتحتضنه…لاتشعر بالحزن عكسه هو ..عيناه إنطفأتا ووجهه يزداد إصفرارا كلما إقترب الميعاد.. لماذا لايمكنه أن يستعير قلبها هذة الفترة ليشعر بما تشعر به و هو الذى سرقه منذ سنوات مضت ؟! لماذا يعجز للمرة الأولى عن مشاركتها إحساسها وهو الذى يعرف مايجول بخاطرها من قبل أن تفكر به؟! الإحساس الغالب عليها هو الإمتنان ..أى وقت قضياه سويا هو وقت أضٌيف لعمريهما ..من قال أنه يجب على أى حبيبين أن " يعيشا بسعادة للأبد"؟ يكفيها أنها حملته بين ضلوعها أينما ذهبت ..سكن كل جزء بها ..تشربته مسام جلدها ..ألا يكفيه أنه الوحيد القادر على بعث الدفء فى قلبها الساكن ؟ ألا يكفيه أنه الرجل الأول فى حياتها؟! أنه الرجل الذى كسر قيد قلبها ؟! أأنها لاتمتلك ذكرى واحدة تخلو منه؟!!

 
أليس هذا هو المهم فى أخر الأمر أن نعمت بصحبته ولو لفترة من الوقت .. أن عرفت أنه موجود ..أنه حى يرزق ..يكفيها أن أكثر أحلامها جموحا قد تجسد أمامها وكأن هذا ليس كافيا فقد بادلها حبا بحب!!! ماذا تريد أكثر من هذا !!




هو يقاومها بكل عصب لديه تراقبه وهو يفعل ذلك مشفقة تعرف أنه لن يستطيع ..لماذا يصر على تخريب الوقت المتبق لهما !! لماذا لايتركها تملأ روحها منه ..يحاول التنصل من مواعيدهما ..يعتذر عن رؤيتها ..لايذهب لعمله ..توقف عن مغادرة المنزل ..حبيبى الساذج الحب ليس مخدر يمكنك الإقلاع عنه بالإبتعاد ..حبنا جزء من روحك كيف ستطهر روحك منه وهو قمة التطهر!! كيف ستنتزعنى من قلبك وقد أصبحت جزءً منه؟!! لقد تنازلت عن قلبك لى يوم عشقتنى ..أسكنتنى روحك وأدمجتها بروحى …






أريد أن أصرخ بك أرجوك توقف لاتضيع المزيد من الوقت أريد أن أذهب لكل مكان معك ..أن نقضى كل لحظة سوياً..كل مكان أريده أن يحمل ذكرى لنا ..كل لحظة أريد أن أسجلها بإسمى ..أريد أن نفعل كل شئ للمرة الأولى ..أستحق هذا بعد كل هذا الحب ألا تعتقد ذلك ؟!

 
أرجوك كف عن الإبتعاد.. عن التسامى.. عن إدعاء أن كل شئ سيكون على مايرام لا لن يكون ..ولكننا نحمل ذكرياتنا .. كلما عصف بقلبى البرد سأخرج واحدة منها وسأبتسم ..سأبتسم من الأعماق ألاترى كم نحن محظوظين؟!! ألاتدرك كم من النادر أن تحب أحدهم ويبادلك الحب !!!نحن من القلة النادرة التى ذاقت الحب الحقيقى..ألايكفيك هذا!

أَترك يدك فى يدى لحظات أكثر ..لاتشيح بعينيك ولو للحظة ..إتركنى أرسم منحوتتك الخاصة فى عقلى ..إتركنى أعيد إكتشاف حبنا ..ساعدنى على أن نجعل تلك اللحظات الصغيرة أجمل أوقاتنا …لا أريد عندما أتذكرك أن أشعر بالألم أو القلق أريد أن أحتفظ بكل شئ كما هو ..أريدك مفعم بالحياة كما عهدتك ..أريد أن تبتسم عينيك عندما ترانى كما تعودت ..أن تقطر فى أذنى نفس كلامك الذى يذيب القلب ..لا ليس نفس الكلام ..أريد أكثر.. أريد ان تخرج من ثنايا صدرك كل الكلام الذى خبأته لى ظناً منك أن الوقت سيمهلك لقوله ..نحن مختلفين نعرف هذا .. حتى حبنا قدر له أن يكون مختلفاً

 
…فراقنا أيضاً لابد أن يكون مختلفاً ..هل قلت لك من قبل كم أحبك ؟ لم أفعل كثيرا سامحنى كنت أظن أن العمر به متسع لكلمة الحب و كنت أدخرها حتى لاتمل منها..كنت ألجم شفتى حتى لاأقولها ألف مرة.. لن أفعل بعد ذلك سأتركهما لأن كل مرة أقولها أشعر بأننى أسترد جزء من روحى…كل مرة أشعر بها أعمق…

حبيبى الساذج كف عن إنسحابك ..كف عن أى شئ يضعفك ..ستكمل حياتك وستكون بخير ..ستتزوج وتنجب كما خطننا طويلا ..لايهم من.. أى إمرأة ستتزوجها ستكن أنا ..أولادك سيكونون منى …لايهم الوجه أو الجسد أو الإسم ..أعرف أنك سترانى فى وجهها ..سترانى فى وجه كل إمرأة ..أكمل أحلامك وحياتك لاتوقفهما..أى وجه أى جسد أخر سأكن أنا ...ألايكفيك هذا؟!!











الأحد، 12 ديسمبر 2010